جلوة ديانة الإيرانيين في مناسباتهم الدينية الكبرى: من الحزن إلى الفرح، ومن العزاء إلى الاحتفال

مظاهر تدين الشعب الإيراني: من عاشوراء إلى الاعتكاف

جلوة ديانة الإيرانيين في مناسباتهم الدينية الكبرى: من الحزن إلى الفرح، ومن العزاء إلى الاحتفال

مظاهر تدين الشعب الإيراني: من عاشوراء إلى الاعتكاف

رغم ما تروّج له وسائل الإعلام المعادية، يُثبت الواقع الإيراني أن التدين لم يخفت، بل أصبح أكثر حضورًا وعمقًا في وجدان المجتمع. من مراسم عاشوراء وفاطمية إلى ليالي القدر والاحتفال بالغدير، تُظهر المشاركة الواسعة مدى الارتباط الشعبي بالمعتقدات الإسلامية، ما يجعل من إيران واحدة من أكثر الشعوب تمسكًا بهويتها الدينية.

مظاهر تدين الشعب الإيراني: من عاشوراء إلى الاعتكاف

مظاهر تدين الشعب الإيراني: من عاشوراء إلى الاعتكاف
إحدى الادعاءات التي تنتشر في وسائل الإعلام المعادية لإيران والمؤسسات الإعلامية التابعة للإمبريالية، هي ادعاء تغير معتقدات الشعب الإيراني وتراجع انتمائهم الديني. إلا أن واقع المجتمع الإيراني يكذّب هذه الادعاءات جملةً وتفصيلاً، حيث تُثبت الفعاليات الدينية السنوية أن الإيرانيين لم يتخلوا عن معتقداتهم الدينية، بل ازدادت تجليات إيمانهم—رغماً عن الرقابة أو المقاطعة الإعلامية!
من ذلك الحضور الكثيف للشعب في مراسم العزاء لإمام الحسين عليه السلام في عشرة محرم، إحياءً لذكرى استشهاده وآل بيته. تشارك جميع الطوائف الإيرانية بتقاليدها الخاصة. كذلك مراسم عزاء السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (فاطمية) تُعقد سنوياً في ذكرى استشهادها، وتُعد مناسبة دينية ذات أهمية كبرى.
من المناسبات الدينية الأهم لدى الإيرانيين أيضاً ليالي القدر في رمضان، حيث تُقام في المساجد والمزارات المقدسة، ويُعتقد لدى الشيعة أن أقدار العام تُكتب في هذه الليالي. يجتهد الناس فيها في العبادة والتوبة والدعاء للعام القادم.
تقام هذه المراسم سنوياً بمشاركة ملايين الإيرانيين، وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الحضور لم ينخفض بل ارتفع، ولا سيما بين الشباب والمراهقين. ففي عام 2025، امتلأت صحن حرم الإمام الرضا عليه السلام (الذي يمتد على مساحة تقارب 91 هكتار) بحشود غفيرة إلى درجة أن إدارة الحرم أعلنت لأول مرة اكتمال الطاقة الاستيعابية.
وفقًا للإحصاءات الصادرة عن مراكز استطلاع الرأي، فإن نسبة التدين بين الشعب الإيراني في عام 2024 الميلادي بلغت أكثر من 94%. وهذا يعني أن 94% من الإيرانيين يؤمنون بالمعتقدات الدينية ولديهم ميول دينية تجاه القرآن الكريم بوصفه الكتاب المقدس للمسلمين أو نحو إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام. كما تشير الإحصاءات إلى أن نحو 80% من الشعب الإيراني يسعون للمشاركة في مراسم العزاء الحسيني في يوم عاشوراء، أي ما يزيد عن 60 مليون شخص من سكان إيران، مما يجعلهم من أكثر الشعوب تمسكًا بالدين في العالم.
الجدير بالذكر أن حضور الشعب الإيراني لا يقتصر على المناسبات الدينية الحزينة فقط، بل يشاركون بقوة في المناسبات الدينية المفرحة أيضًا. على سبيل المثال، فإن احتفال الغدير الذي يُقام في السنوات الأخيرة تحت اسم "حفلة العشرة كيلومترات للغدير" في طهران ومدن أخرى، قد شهد حضورًا واسعًا للغاية من قِبل الإيرانيين، وكان لا يمثل فقط أكبر احتفال شعبي في تاريخ إيران، بل اعتُبر أيضًا أضخم احتفال ديني شيعي في التاريخ. ففي عام 2024، أقيم احتفال الغدير في شارع الثورة بطهران بمشاركة أكثر من 4.5 مليون شخص، وامتد لمسافة 13.5 كيلومترًا.
كل هذه الأرقام سُجلت على أرض الواقع، في وقت تستمر فيه وسائل الإعلام التابعة للإمبريالية في حجب هذه الحقائق وممارسة التعتيم الإعلامي على تدين الشعب الإيراني، بل وتروّج لأكاذيب معاكسة. لكن الواقع على الأرض يثبت أن الشعب الإيراني يختلف تمامًا عن الصورة التي تسوّقها تلك الوسائل الإعلامية الموجّهة.
 

2021-06-22

عدد الزيارات: 14

الأكثر زيارة

الأحدث

مختار

محرم
آیکون توانخواهان

T

T